بمناسبة نهاية السنة الدراسية تذكرت عطل الصيف واجواءها منين كنت تلميذ في ليسي وطالب في الجامعة.
هاك العام بابا زرع برشا ڨمح وشعير وموش عارف إننا باش نوحلوا في حصدانهم في الصيف. وبابا العام يفهمو من اخر الصيف. اقوى من معهد الرصد الجوي. جا الخريف قوي وحتى الشتاء ما قصّرش. وكملت عليهم مطر مارس ذهب خالص وأفريل الشتوال جاب ماعندو. وأرض ڨطرانة باهية وجتنا صابة ڨمح وشعير تبارك الله خيرات..
وكيما ڨال الشاذلي الحاجي جانا الصيف والشط والجبايب وبعد غياب يتلاڨّوا الحبايب. آما نحنا سلامتك لاشط ولاجبايب ولا حبايب. الحصيدة وما ڨالت الناس. ونا الحق الفلاحة الكل نڨدّها إلّا الحصيدة هذه ما هضمتهاش وصعبت عليّا. ڨلت لدارنا نا تو نتولهالكم بالشياه. نسرحلكم بيهم وتهنوا من ناحيتهم. وانتم اخدموا على ارواحكم. عدّيت بداية العطلة سارح والعايلة يحصدوا. وساعة ساعة بابا يلمّد عرافة يعاونونا نهار وإلّا ثنين. وكملت الحصيدة وبدت حركة المندرة. شخت على الدريسة وركبة الجاروشة. كمّلنا المندرة وقبلنا الڨمح والشعير وليّسنا أكوام التبن بالطبعة. ونورمالمون تو باش نرتاح. ما يبقالي كان قليّم السروح بالشياه تو ندبّر راسي. كل صباح نصبح نجري وندور برسلة الغلم. هي تروكس ونا نجي تحت شجرة ونرخيلها بنومة. وفي العشية نعس على بابا هو يمشي لبلاصة ونا نهمّل الشياه ونمشي نكوّر..
في خضم ها الروتين العادي حدث ما لم يكن في الحسبان. وهذه الحاجات إلّي تعكّرلي مزاجي. بابا الله يهديه طلعتلو باش يزيد يلمّد الڨصوال إلّي بقى في الحصيدة. فكرة جديدة طلعلنا بيها. رجع للسواني يلمّد في بقية الشعير والڨمح ويكركرو للمندرة ويعاود يدرسو بالجاروشة. ڨال مادام ربي عطى خيرو علاش ما نخزّنوش التبن للهوايش. فكرة بابا موش خايبة. لكن موش في وقتها تحسها زايدة بحكم نحنا جمّلنا تبن ما شاء الله. لكن بابا إذا حط حاجة في مخو يلزم ينفذها..
دبّر خشبة طويلة وربطها من الجهتين بزوز حبال وربطهم في البغلة. وتبدا البغلة تمشي والخشبة تكسّر في الڨصوال وراها. وبعد يلمّدو بالمذرة..عمل ڨرڨيبة وراء البغلة وكل صباح مع الفجر يبدا يلكلك على البغلة ويكسّر في الڨصوال والخدمة للڨايلة. وفي العشية يلمّد إلّي كسرو الصباح ويحطو في المندرة. ڨعد جمعتين وهو على نفس المنوال وبالطبيعة نا نعاون فيه مكره اخاك لابطل. ضيعلي خمسطاش يوم من حياتي. مرمدني معاه ومرمد البغلة. مسكينة كل صباح تصبح تكركر في خشبة والغبرة ثايرة وراها ونحنا نلمدوا في الڨصوال. وبابا ساعات يظهرلو يخلّيها واڨفة ويمشي يعمل دورة وإلّا يحلّق مع عمّي ويبقوا يحكوا. وتبقى هي واڨفة تستنى وساعات ينساها وتطوال بيها الوڨفة. ويبدو أن البغلة حتى هي موش عاجبها الوضع المزري إلّي عايشاتو. حست ببرشا انتهازية وتعدي على حرمتها الجسدية وكبت كبير لحريتها. وخاصة بهيمة بيت عمي نهار كامل عاطيا راسها للشمس وواقفة في وسط سانيتهم وما عندها ما تعمل. وبغلتنا حاكم عليها بابا بالاشغال الشاقة. وممكن بينها وبين روحها قررت باش تثور على ها الوضع. وما ضاع حق وراءه مطالب. ولا بد للقيد ان ينكسر..
كي العادة نهار خلّاها واقفة ومشى وهي هربت وبدت تكركر في هاك الخشبة وبدا بابا يجري وراها وعمل بلونجون على الخشبة فيبالو تو ترزن على البغلة وتحبس. لكن هيهات البغلة عزيمتها كانت اقوي هاربة والخشبة طايرة مابين هواء وفضاء وبابا متعنكش فيها. وبدينا نحاوزوا فيها وكثرت العباد. شطر عباد قطرانة يحاوزوا في البغلة وهي تبرطع وبابا طاير وراها ومحمل الخشبة. وبالصدفة تتعدى ڨدام مرا جت تحاوز معانا. والمرا عملت كيف بابا حمّلت الخشبة ومنين كان بابا وحدو لڨى اشكون يونّسو. المرا وبابا في مشهد رومنسي للغاية. وساعة ساعة تواتي كُدية ويبمبو على كروشهم ومازالو مكبشين في الخشبة. بابا والمرا بجنب بعضهم طايرين والنسمة تضرب فيهم ودبشهم يذري فيه الريح. ونا بقدر ماني خايف على بابا آما زادة خفت على دادا. صحيح عندي الثقة في بابا وهو الحق ماعندوش في حكاية النساء لكن وين تعرف على الدنيا. صحيح هو في وضعية صعيبة ومابين هواء وفضاء لكن وين تعرف على البلاء ربما الحب يتسلل لقلبو في هاك الوضع الملهم للمشاعر. ولّيت ننادي فيه ونقلّو ها بابا هاي تلفّت ڨدامك رد بالك لا تدخل بيكم البغلة في الصّفة. ما نحبوش يخزر للمرا إلّي بجنبو.. الحاصل فيلم تيتانيك في سانيتنا الغربية. البغلة هدهدتهم كل مرة كروشهم تبمبي فوڨ طابية. وبابا والمرا مازالو مكبشين في الخشبة والناس الكل معرّضة للبغلة. وفي الاخير وحلت الخشبة في ڨعر لوزة وحبست وبابا والمرا على كروشهم وراها في وضعية مخلّة بالتقاليد السائدة بالجهة. المرا حشمت وروّحت طول لا كلام ولا سلام. وبابا بدا يتلّه في الجموع. يسب في البغلة. أينعلطلاو عليها ها المكوّرة. وشوفوا الشبعة آش تعمل.. وهاك الحديث. يحب يقنعنا زعمة زعمة االمشهد السابق إلّي كنا نشوفوا فيه بأم أعيننا عادي ومألوف وينجّم يصيرفي كل وقت. وهو في الحقيقة الامر غير طبيعي بالمرّة..
روّحوا الناس وروّحت نا وبابا لدارنا وفي الثنية حبيت نثبّت من بابا ونطمن على مصير دادا. حبيت نعرف بابا زعمة ربط خيطو مع هاك المرا وإلّا لا. وكان لا قدر الله ربط خيوطو هذه حاجة ما هياش في صالحي ويلزمني نلقى حل في اسرع وقت. خير ما يولّي عنّا تضارب مصالح في الدار وممكن يأثر على السلم الاجتماعي في العايلة. ونا باش نتضرر برشا من ها الحكاية. بحكم نا أصغر واحد في العايلة. حبيت نسقسيه منين هو والمرا ما بين هواء وفضاء آش ڨاعدين يحكوا. ڨتلو هو راهو صحيح البغلة ما هياش راكحة وتڨلّب فيها الشبعة لكن كي تجي تشوف عندها الحق. ڨالي كيفاش عندها حق؟. ڨتلو تفجعت منكم. حقكم منين محملين الخشبة وراها ما تحكوش. راهي هي تسمع صوتكم وهي تتفجع أكثر. ڨالي آش عنّا ما نحكوا؟ ماهي هي هاربة ونحنا نڨولولها أووووشت باش تحبس.. بابا ڨال أوشت والبغلة حبست. ڨالها تي إر إحشم نعلطلاو عليك. شوف عوج البكمة ڨبيلة منين تبطّخ فينا على الهرية ما حبستش وتو على الكلمة حبست. زعمة حبيت نڨلو ما تحكيش بصيغة الجمع ما تڨولش تبطّخ فينا ڨول تبطّخ فيّا خير ما تسمعك دادا وتتوتر العلاقات. وبعد ڨلت فك عليّا يفهمنيش بالغالط وترصيلي نقنع فيه بنبل قصدي وهذا يتطلب مني برشا مجهود في هاك القايلة وزيد هو مهدهد وصعيب باش يفهمني. ڨلت تو كي نلڨى وقت نسربيهالو بالطريف بالطريف ساعتها يفهمني خير..
وبعد حادثة البغلة بابا بطّل من حكاية التبن. ودادا تفاجأت لأنها تعرف بابا ما يبطل من الحاجة كان كي يقتنع بفشلها بعد التجربة. وعادة سبب اقتناعو ما يكون كان بمصيبة. لكن نا نعرفو على نيتو وما يهنيش على روحو وخفتو لا يتزهلف ويحكيلها على البغلة كي هربت بيه هو والمرا. ولّيت سبقتو وڨلتلها راهي هربت بيه البغلة وما حكيتلهاش على المرا باش ما نربكهاش ونحافظ قدر الامكان على شيء من الهدوء على خاطر نعرف دادا موش ساهلة والوضع بعد تعب الحصيدة والمندرة ما يستحملش أكثر ونا يلزمني الأمور تكون على الأقل طبيعية وخاصة ان اللوزات حضروا وعندي فيهم نسبة من مداخيلي ونا ناوي باش نحسنها. مواتيا اعراس ويلزمني تعبئة مالية كبيرة. نهبط لبوزيد ونوخذ على الأقل كسوتين باهين وشاهي نشري كرامبون نكوّر بيه. لكن هاذا ما يعنيش أنه ثمّا أولويات نحطوها في اعتباراتنا. كي يبدا المناخ الاجتماعي داخل العايلة جيد تكثر استثماراتي والموازنة المالية متاعي تولي قابلة للتنفيذ. ولذا ما يلزمنيش نطمان لحكاية بابا وهاك المرا وما نستهينش بيها. وولت عندي برشا تحديات في هاك الصيف.
بقيت نراقب في بابا عن كثب ومن بعيد لبعيد. ووين يمشي يسهر نحاول نعرف وين مشى وديما نحاول نشغلو بحاجة فيها مصلحة باش ننسيه في الحب. وديما منتبه لتصرفاتو وكل حركة يعملها نحللها وما نحبوش يمشي للسانية الغربية باش ما يوقفش على الاطلال. وحتى الخشبة خبيتها عليه. طيشتها فوڨ كوري البڨرات باش ما تذكّروش بهاك الحادثة. الحاصل بديت نخمم باش نزيد نبيّعو في البغلة باش يمصمص على الموضوع جملة وحدة..
والحمد لله ما تهنيت كان كي تأكددت أن بابا ما غيرش من سياستو الداخلية الثابتة والمتينة وبقى ملتزم بمواثيق الشرف والمعاهدات إلّى أمضى عليها هو ودادا في شهر ماي من عام ثنين وخمسين..
صغير الحجلاوي